الرمال السوداء كنز من كنوز مصر المهدرة على شواطئ البحر المتوسط، وهى مشروع قومى يتحتم تنفيذه الآن أكثر من أى وقت مضي..
لذا ينصح الخبراء بسرعة إستغلالها، لكونها غنية بالمعادن النادرة من رأس البر، حتى العريش، كى تساعد على الإسراع بعجلة التنمية، وصنع الآلاف من فرص العمل.
هذه الرمال بدأت تدخل مؤخرا فى مجال إهتمام الحكومة، بعد أن تجاهلتها كثيرا، إذ إستجاب مجلس الوزراء لنداءات خبراء البيئة من أجل الإستفادة مما تضمه من عناصر نادرة لخدمة التنمية.
ففى إجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور حازم الببلاوي، وبحضور وزيرى المالية والبترول ومحافظ كفر الشيخ ومسئولى هيئة الطاقة النووية، خلص القرار إلى طرح إستغلال الرمال السوداء للمناقصة بالمزايدة من خلال محافظة كفر الشيخ، وهيئة الطاقة النووية.
وأوضحت تقارير مجلس الوزراء أن المشروع الطموح للإستفادة من الرمال السوداء سينفذ على مرحلتين الأولى إستخراج وإستخلاص وتنقية الرمال، والثانى إنشاء مصنع لإنتاج المواد الخام وتصنيعها صناعات بسيطة ومتوسطة وعالية التكنولوجيا.
¤ رمال غنية:
والرمال السوداء رواسب سوداء وديانية تتراكم على الشواطئ نتيجة مصبات الأنهار فيها يحملها النيل آلاف الكيلو مترات، ليلقى بها على شواطئ البحر المتوسط من رشيد حتى سيناء بطول 400 كيلومتر.
وتحتوى هذه الرمال على معادن وغازات نادرة مثل المنازيت والزركون والريتايل والمجانيت والالمونايت، وتستخدم فى بناء هياكل الطائرات والسيراميك، كما أنها غنية بمعدن بأوكسيد الثوريوم الذى يستخدم فى المفاعلات النووية، ويقدر إحتياطى مصر منها بنحو 300 مليون طن.
كما وقعت هيئة الطاقة النووية مع محافظة البحر الأحمر عقد مشاركة فى مايو الماضي. ويشير محمد كامل محافظ البحر الأحمر إلى أن المحافظة تدرس إنشاء مصانع عدة لفصل الرمال السوداء، وإعادة تصنيعها فى سفاجا والقصير ورأس غارب، مؤكدا أن 30 %من العمالة ستكون من أبناء المحافظة.
¤ دعامات مطلوبة:
وحول المخاوف من الآثار البيئية للمشروع التى تحيط بالشريط الساحلى الشمالي، وتهدد بإنهياره إزاء السحب الجائر من الرمال، وغرق الأجزاء الشمالية من الدلتا، حيث تشكل هذه الرمال حاجزا طبيعيا للأمواج..قٌال الدكتور محمد إبراهيم الإنبعاوى أستاذ الجيولوجيا البيئية والتطبيقية بكلية العلوم جامعة القاهرة: لابد من إنشاء دعامات وحواجز على الشواطئ لتلافى إنهيار الجسر.
ويدعو الدكتور الإنبعاوى إلى إتخاذ الإحتياطات اللازمة التى تحول دون أن يتحول المشروع إلى مصدر خطر يهدد بيئة الدلتا، ويوصى بسرعة البدء فى المشروع لأن هذه الرمال بها إشعاعات مضرة بالبيئة.
حول مجالات إستخدام الرمال السوداء يقول الدكتور حمدى سيف النصر صادق الأستاذ فى مجال الجيولوجيا الإستكشافية ورئيس هيئة الرمال السوداء: من الصناعات المهمة التى تعتمد على المعادن المستخلصة من الرمال السوداء هياكل الطائرات مدنية وعسكرية والصواريخ وكذلك الصناعات الصغيرة مثل البويات والدهانات والبلاستيك والورق والكاوتش وأخيرا الأدوية.
ويتابع أنه من خواصها أنها أقوى من الحديد ودرجة انصهارها تصل إلى 4300 درجة مئوية لذلك يصنع منها قلوب المفاعلات النووية ومواتير السيارات التى تتحمل درجات حرارة أعلى من الحديد، وأخف فى الوزن.
ويضيف الدكتور البهى عيسوى عالم الجيولوجيا أن هذا المشروع مشروع قومى تأخر تنفيذه طويلا، والحاجة الآن إلى تنفيذه أكثر ضرورة من ذى قبل.. لذا ينصح البهى بسرعة إستغلال الرمال، لكونها غنية بالمعادن النادرة، مما يساعد على الإسراع بتنمية الصناعة، وصنع الآلاف من فرص العمل.
الكاتب: محمود أمين.
المصدر: جريدة الأهراه اليومي.